ومن أتى لك ذنبا فاعف عنه ولا ... تحقد عليه وفى عتباه لا تطل
عساك بالعفو أن تجزى إذا نشرت ... صحائف لك منها صرت فى خجل
ولا تكن مضمرا ما لست تظهره ... فذاك يقبح بين الناس بالرجل
ولا تكن آيسا وارج الكريم لما ... أسلفت من زلة لكن على وجل
وقف على بابه المفتوح منكسرا ... تجزم بتسكين ما فى النفس من علل
وارفع له قصة الشكوى وسله إذا ... جن الظلام بقلب غير مشتغل
ولازم الباب واصبر لا تكن عجلا ... واخضع له وتذلل وادع وابتهل
وناديا مالكى قد جئت معتذرا ... عساك بالعفو والغفران تسمح لى
فإننى عبد سوء قد جنى سفها ... وضيع العمر بين النوم والكسل
وغره الحلم والإمهال منك له ... حتى غدا فى المعاصى غاية المثل
وليس لى غير حسن الظن فيك فإن ... رددتنى فشقاء كان فى الأزل
حاشاك من رد مثلى خائبا جزعا ... والعفو أوسع يا مولاى من زللى
ولم أكن بك يوما مشركا وإلى ... دين سوى دينك الإسلام لم أمل
وكان ذلك فضلا منك جدت به ... وليس ذاك بسعى كان من قبلى
فتمم النعمة العظمى بخاتمة ... حسنى وجد بعد هذا النهل بالعلل
فشافعى أحمد الهادى إليك فما ... سرى إلى غيره فكرى ولا أملى
لأنه الشافع المقبول منه إذا ... لاذ الخلائق يوم الفصل بالرسل
وهو الذى من أتاه واستجار به ... يظفر بجار بحفظ الجار محتفل
ومن أناخ به يرجو فواضله ... أعطاه فوق الّذى يرجو من النحل
فهو الكريم الذى فاضت يداه ندا ... حتى لقد هزأت بالعارض الهطل
وكم له مكرمات ليس يحصرها ال ... حساب عدّا بتفصيل ولا جمل
وقد نزلت حماه واستجرت به ... فليس إلا عليه دائما عولى
يا رب صل عليه كلما صدحت ... ورق الحمائم فى الإشراق والطفل
واجعل مقالى مضموما إلى عمل ... ترضى به دائما بالموت متصل
إن لم أفز بها أنشدت فى خجل ... أستغفر الله من قول بلا عمل
حدث عن الزبير بن عيسى. وعنه يعقوب بن سفيان، وروى عنه فى الأول من مشيخته، مع رجال من أهل مكة.