وذلك لأنه من تميم، فلحقه سباء فى الجاهلية، فبيع بمكة، فاشترته أم أنمار بنت سباع الخزاعية فأعتقته، وأبوها سباع، حليف عوف بن عبد عوف الزهرى، والد عبد الرحمن ابن عوف. فهو على هذا تميمى بالنسب، خزاعى بالولاء، زهرى بالحلف. وقيل: بل أم خباب هى أم سباع الخزاعية، ولم يلحقه سبى، ولكنه انتمى إلى حلفاء أمه بنى زهرة. وقيل فى مولى خباب غير ذلك. يكنى أبا عبد الله، وأبا يحيى، وأبا محمد. كان من السابقين إلى الإسلام، وممن عظم عذابه فيه وصبر.
روى عن مجاهد، أن أول من أظهر الإسلام سبعة، وذكر فيهم خباب بن الأرت. وسابعهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيكون خبّاب سادسا.
وروينا عن الشعبى، أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، سأل خبّابا عما لقى من المشركين، فقال: يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهرى، فنظر، فقال: ما رأيت كاليوم ظهر رجل. قال خباب: لو أوقدت لى نار وسحبت عليها، لما أطفأها إلا ودك ظهرى. ذكر هذا كله من حاله ابن عبد البر بالمعنى.
وذكر ذلك ابن الأثير بالمعنى، وقال: قال الشعبى: إن خبّابا صبر ولم يعط ما سألوا، فجعلوا يمزقون ظهره بالرّصف حتى ذهب لحم سنمه، ثم قال: قال أبو صالح: كان