ذكر هذا الخبر ابن سعد مسندا. وذكره ابن عبد البر، ومن كتابه الاستيعاب لخصنا بالمعنى ما نقلناه عنه من حال خالد بن سعيد. وقد ذكر ما ذكرناه من حاله ابن الأثير بالمعنى، وزاد على ذلك؛ لأنه قال: وتأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبى بكر الصديق رضى الله عنه، فقال: لبنى هاشم: «إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر، ونحن تبع لكم». فلما بايع بنو هاشم أبا بكر، بايعه خالد وأبان، ثم استعمل أبو بكر رضى الله عنه خالدا على جيش من جيوش المسلمين حين بعثهم إلى الشام. انتهى.
وفى خبر إسلامه الذى ذكره ابن الأثير، وابن عبد البر، أن النبى صلى الله عليه وسلم سرّ بإسلامه.
أمير مكة. قال صاحب الاستيعاب فى ترجمته: وولّى عمر بن الخطاب خالد بن العاص رضى الله عنهما هذا مكة، إذ عزل عنها نافع بن عبد الحارث الخزاعى، وولاه أيضا عليها عثمان بن عفان رضى الله عنه. انتهى.
وذكر ابن عبد البر فى الاستيعاب أيضا: ما يقتضى أن خالدا هذا قام فى ولاية مكة لعثمان، إلى أن عزله علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، لما ولى الخلافة بعد عثمان رضى الله عنه، بأبى قتادة الأنصارى؛ لأنه قال فى ترجمة قثم بن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه: وكان قثم بن العباس واليا لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه على مكة. وذلك أن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، لما ولى الخلافة، عزل خالد بن العاص بن هشام ابن المغيرة المخزومى عن مكة، وولاها أبا قتادة الأنصارى، ثم عزله وولّى قثم بن العباس، فلم يزل واليا عليها، حتى قتل علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، هذا قول خليفة. انتهى.
وذكر الذهبى: أنه ولى مكة لعمر وعثمان رضى الله عنهما. انتهى.
وقال ابن جرير فى أخبار سنة ثلاث وأربعين: وكان على مكة خالد بن العاص بن هشام. وذكر ذلك فى أخبار سنة خمس وست وسبع وثمان وأربعين. فاستفدنا من هذا، أنه ولى مكة لمعاوية فى هذا التاريخ وحياته فيه.
وقال ابن عبد البر فى ترجمة خالد هذا: له رواية عن النبى صلى الله عليه وسلم، ويقولون: لم يسمع منه. روى عنه ابنه عكرمة بن خالد. انتهى.