وكان شنقه بعد المغرب، فى ليلة الخميس الخامس عشر من ذى الحجة، سنة ست عشر وثمانمائة، ودفن بالمعلاة.
وكانت أدعية الحجاج عليه كثيرة فى موسم هذه السنة، بسبب كثرة زيادته عليهم فى أمر المكس، فأصيب مع المقدور بسبب دعائهم، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، كما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم.
ومن الأسباب التى أصيب بها، أنه كان قليل المراعاة لبعض أخصاء مخدومه، لظنه أن الكلام فيه لا يقبل، بسبب نهوضه بما لا ينهض به غيره من الخدم، وكان يظهر له مع ذلك فساد ظنه، وهو لا يعتبر، وتمادى فى ذلك إلى أن أدركه ما عليه قدر. وكان له إلمام بمذهب الزيدية، وحظ فى التجارة. وبلغ ستين سنة؛ لأنه ذكر لى أنه ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة.
قدم مكة، وقرأ بها على الشيخ فخر الدين التوزرى صحيح البخارى، فى سنة أربع وستمائة، وتكلم على أماكن فيه من جهة العربية. ذكر أنه رأى الناس يغلطون فيها، ولا يذعنون فيها للصواب، جريا منهم على عادة المحدثين فى بقائهم على كلام السلف، وجمع فى ذلك ورقة رأيتها بخطه، قرأها عليه القاضى جمال الدين بن فهد الهاشمى، وكتب السماع عليها بخطه، ووصفه بالإمام العلامة، نزيل حرم الله، فاستفدنا من هذا أنه سكن مكة.
ووجدت بخط التوزرى نحوا من ذلك، فى بعض سماعاته عليه.
ووجدت بخط القطب: أنه أقام بالقدس مدة، ودرس فيها بمدارس الحنفية. وتولى مشيخة الخانقاة الركنية بالقاهرة، وعزل عنها، ثم تولى مشيخة خانقاة الأمير علم الدين الجاولى بالكبش، قال: وهو فاضل حسن الشكل، مليح المحاضرة.
ووجدت بخط الشيخ محيى الدين عبد القادر الحنفى: أنه تفقه على خاله أبى المكارم محمد بن أبى المفاخر الخوارزمى، وقرأ المفصل والكشاف على أبى عاصم الإسفندرى،