نزيل مكة. ولد بحضور، وهى قرية من مخاليف صنعاء باليمن، فى حدود سنة ستين وخمسمائة، وقدم مكة. وسمع بها زاهر بن رستم جامع الترمذى، وعلى أبى الفتوح الحصرى، مسند الشافعى، سنة عشر وستمائة. وسمع بالشام من القاسم بن عساكر والخشوعى، وحدث.
سمع منه ابن مسدى، وذكره فى معجمه. ومنه كتبت أكثر هذه الترجمة. وذكر أنه توفى سنة تسع وأربعين وستمائة بمكة، سقط من علو منزله ـ رحمه الله ـ وأن أثباته ذهبت فى السيل الذى طم مكة، على رأس العشرين وستمائة.
وقال الدمياطى فى معجمه: ذكر لى جابر فى سنة أربع وأربعين وستمائة، أنه قدم من اليمن، وله من العمر ما يزيد على العشرين. وأقام بمكة نحوا من خمس وستين سنة.
تردد إلى مكة مرات كثيرة، ولايم فى بعضها الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة، ففوض إليه أمر جدة وغيرها. فقام بمصالحه أحسن قيام، وقرر لبنى حسن الرسوم التى يتناولونها اليوم، وكانت على غير هذه الصفة، مع نقصها عما قرره، وكان يحسن السياسة معهم فى أدائها إليهم، ويحسن السياسة أيضا فى استيفاء المكوس، ولكنه زاد فيها كثيرا عما كانت عليه قبل ولايته، وبنى الفرضة التى بجدة، ليحاكى بها فرضة عدن. وكانت فرضة جدة على غير هذه الصفة.
ثم تغير عليه صاحب مكة، لخبث لسانه وامتنانه عليه بقيامه بمصالحه، فقبض عليه فى أوائل رمضان سنة تسع وثمانمائة، بعد ثلاث سنين وأشهر، من حين ولاه، ثم أطلقه وقت الحج من سنة تسع وثمانمائة، وأحسن إليه واستحلفه على ترك أذاه.
وتوجه إلى اليمن، وأقام به نحو سنة، ثم عاد إلى مكة فى موسم سنة عشر وثمانمائة،