ألا أيها الناعى أخا المجد والذكر ... من المرء تنعاه لنا من بنى فهر
فأجابه الهاتف، فقال:
نعيت ابن جدعان بن عمرو أخا الندا ... وذا الحسب القدموس والمنصب الفخر
قال: فأجبته فقلت:
لعمرى لقد نوهت بالسيد الذى ... له الفضل معلوم على ولد النضر
فأخبرنا أنا علمت وفاته ... فإنك قد أخبرت جلا من الأمر
قال: فأجابه الهاتف فقال:
مررت بنسوان يخمشن أوجها ... عليه صباحا بين زمزم والحجر
قال: فأجبته فقلت:
متى إنما عهدى به منذ جمعة ... وستة أيام لغرة ذا الشهر
قال: فأجابه الهاتف فقال:
ثوى منذ أيام ثلاث كوامل ... مع الصبح أو فى الصبح فى وضح الفجر
قال: فاستيقظت الرفقة، وهى تتراجع بنعى ابن جدعان، وقالوا: إن كان أحد نعى لعز وشرف، فقد نعى ابن جدعان. فقال الجنى [من الوافر]:
أرى الأيام لا تبقى عزيزا ... لعزته ولا تبقى ذليلا
فأجبته وقلت:
ولا تبقى من الثقلين حيّا ... ولا تبقى الجبال ولا السهولا
فقال الجنى: صدقت.
قال البخارى: ممن هاجر مع أبيه.
وذكر عن أحمد بن حنبل، أنه ذكر محمد بن إبراهيم بن الحارث، فقال: كان أبوه من المهاجرين.
روى ابن عيينة عن محمد بن المنكدر عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن أبيه،