مطلقا في العقليات1 والسمعيات2، فإنه يحير الذهن ويدهش العقل، بل يتقن أولا كتابا واحدا في فن واحد أو كتبا في فنون كما مر إن احتمل عقله ذلك3، ولا ينتقل من كتاب حتى يتقنه4، ويحذر من التنقل من كتاب إلى كتاب قبل إتقانه من غير موجب، فإنه علامة الضجر وعدم الفلاح5، أما من تحققت أهليته وتأكدت معرفته فالأولى له ألا يدع فنا من العلوم المحمودة ولا نوعا من أنواعها إلا وينظر فيه يطلع به على مقاصده وغايته، ثم إن ساعده العمر طلب التبحر فيه، وإلا اشتغل بالأهم فالأهم6، فإن العلوم متقاربة وبعضها مرتبط ببعض، والشخص يعادي ما يجهله، ولبعضهم "من الطويل":

تفنن وخذ من كل علم فإنما ... يفوق امرؤ في كل فن له علم

فأنت عدو للذي أنت جاهل ... به ولعلم أنت تفقهه سلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015