وتجد العناية بالقيم الصوتية ظاهرة في في اختيار كلمات ذات جرس خاص يملأ الأذن مثلما لها قدرة على التصويرواستحضارالهيئة المرهبة من نحو قوله (مهطعين) و (منهمر) و (صرصر) و (منقعر) ،و (المحتظر) و (حاصبا) و (تماروا) و (طمسنا)

لتنظر موقع كلمة (النُّذُر) بجرسها هذا تجد أنها جاءت في القرآن الكريم أربع عشرة مرة، كان لسورة (القمر) منها إحدى عشرة مرة، مما يجعل لهذه الكلمة مبنى ومعنى خصوصية في الدلالة على ما تساق السورة إليه وتقام لتصويره في القلوب.

إذا نظرت في فواصل هذه السورة ألفيت أن جميع فواصلها قد بنيت على حرف الراء المسبوقة بحرف متحرك، وأن فواصلها مما لم يكثر ذكره في غيرها في مواقع الفاصلة أو موضع آخر،تجد فواصلها على النحو التالي: (القمر – مستمر – مستقر – مزدجر –النذر – نُكُر – منتشر – عسِر – ازدجر – انتصر- منهمر – قُدِر – دُسِر – كُفِر – مدّكر – مستمر – منقعر – سُعُر – أَشِر – اصطبر- محتضر – عقر – محتظر- سَحَر – شَكَر – مقتدر – الزُّبُر –منتصر – الدّبر – أَمَر- سَقَر – قَدَر – البصر – مستطر – نَهَر)

كثير من هذه الكلمات لم يأت إلا في سورة القمر مثل: (مزدجر – نكر – منتشر – منهمر – دسر – مدكر – مستمر – منفعر – سعر – أشر – محتضر – المحتظر – منتصر – الدبر – مستطر – نهَر)

وقد غلب على الفاصلة وزن: (مفتعل – فُعُل -منفعل) مما يمنح الفواصل مزيدًا من التوازي الذي يزيد إيقاع البيت تناسبًا وتماثلا.

ترى العناية بالقيم الصوتية في نظم الكلمات وفي بناء الايات من نحو قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ * خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ * مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ) (القمر:6-8)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015