وتراه جلياً فى أساليب المزاوجة والجمع والتفريق واللف والنشر وفى التقسيم وفى المشاكلة وغير ذلك كثير من ضروب البديع فى المعانى فهى قائمة على دعائم الانتظام والتكرار والتماثل أو التغاير أو هما معاً من وجهين مختلفين..........الخ

بل أنت لا ترى هذا الإيقاع المعنوى فى أساليب البديع المعنوية فحسب بل تراه أيضاً فى كثير من قضايا النظم وبناء المعنى:

تراه كما سبقت الإشارة فى التقديم والتأخير وتراه فى الفصل والوصل ولا سيما تتابع الصفات أو الجمل والآيات، فهو فى صورته المعنوية واللفظية جد ظاهر، وتراه فى التكرار وفى تصريف الآيات.

والايقاع الصوتى تراه جليا فى كثير من أساليب البديع اللفظى: تراه فى الجناس بجميع صوره، وما هى إلاَّ صور لتغاير إيقاع الكلمات سواء التام والمحرَّف والناقص واللاحق والمضارع والمزدوج والمقلوب وتراه فى السجع بجميع صوره التي لا تتناهى، وتراه جد ظاهر فى فواصل الآيات وفى رد المقاطع على المطالع.

فريضة – إذن - على المتدبِّر البيان القرآني الساعي إلى فقه المعنى القرآني في سياق السورة أن يكون مَهْمُومًا بالنظر والتبصر والتدبر لمعالم الإيقاع المعنويّ والصوتيّ في كل تلك الأساليب.

وجملة الأمر أن التحليل البيانيّ للايقاع يتناول كثيراً من أساليب البيان فى القرآن الكريم سواء ما أدرجه العلماء فى ما سمى بعلم المعانى أو البيان أو علم البديع. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015