وبينت فيه المؤثرات التي عملت في تكوين الشعر الصقلي وما تركته من مظاهر القوة والضعف، ووضحت موقف صقلية في طبيعة موقعها بين التأثر والتأثير، وفي طبيعة النفسيات التي أنشأت ذلك الشعر، وفيما تركته الفتنة والفتح النورماني من آثار فيه، وتحدثت عن الشعر العربي في ظل السيادة النورمانية، وختمت الكتاب بفصل عن العلاقة بين الشعر والشخصية الصقلية عامة.
وإنى لأشعر؟ في غير زهو أو تكثر؟ أن هذه الدراسة تضيف شيئاً إلى ما تقدمها من دراسات، وخاصة من النواحي الثقافية والأدبية، لأنه توفر لها من المصادر المخطوطة ما كان مجهولا. فلأول مرة؟ فيما أعتقد؟ يستفاد من مختصر الدرة، وتثقيف اللسان، وتهذيب المدونة أو مسائل عبد الحق الصقلي وترسل ابن قلاقس، والزهو الباسم ومعجم السلفى وكتاب المحمدين للقفطي وغيرها.
وإلى جميع الذين أعانوني على إتمام هذا العمل أقدم شكري الخالص. غير أننى أحب أن أنوه بفضل أستاذي وصديقي الدكتور شوقي ضيف الذي رعى هذه الدراسة بالتوجيه السديد، كما أشكر صديقي المستشرق الأسباني الأب زكريا ريميرو الذي ساعدني في قراءة تاريخ أمارى، والسيد ولفرد مدلونج المستشرق الألماني الذي ترجم ما كتبه شاك عن الشعر الصقلي إلى اللغة الإنجليزية.
والله أسأل أن تكون أخطائي في هذا الكتاب قليلة، فأما العصمة فأنها ليست من نصيب الخطائين.