الذي ولى فيها القضاء لبني الأغلب (توفي سنة 297هـ) (?) . ومنهم أيضاً محمد بن ميمون بن عمرو الأفريقي قاضي القيروان أولاً ثم قاضي صقلية (320) (?) وكان لقمان بن يوسف الغساني يدرس المدونة ويأخذها في اللوح مدة أربع عشرة سنة أقامها في صقلية، ويقال انه كان عالما باثني عشر صنفاً من العلوم (319هـ؟) (?) .
وفي سنة 281 عين سالم بن سليمان الكندي للقضاء في صقلية فسار فيها بسيرة العدل. وكان إلى جانب القضاء مهتما بتدريس الفقه، ولذلك انتشر عنه مذهب مالك في صقلية وظل في القضاء حتى سنة 289هـ؟ وعرف فيه الناس حسن أخلاقه وتقشفه وبره بطلبة العلم، ولعله ان يكون ألف في صقلية كتابه في الفقه الذي دعى " السليمانية " نسبة إليه (?) .
كل هذا يفيد ان مذهب مالك اخذ في الانتشار في صقلية قبل انتهاء القرن الثالث. فكيف نوفق بين هذا وبين قول المقدسي " والغالب على أهل صقلية أصحاب أبي حنيفة " (?) ؟ إذا عرفت ان المقدسي كتب كتابه بعد قيام الدعوة الفاطمية في إفريقية قدرنا ان يكون المذهب المالكي قد انهزم أمام هذه الدعوة في صقلية كما انهزم في إفريقية. ولكن لم يقبل الناس هنالك على مذهب أبي حنيفة ولا يأخذون بالمذهب الفاطمي؟ ربما كان في صقلية أقلية من اتباع أبي حنيفة فلما هزم المذهب المالكي ظهروا على غيرهم وربما لجأ المالكيون إلى مذهب أبي حنيفة فرارا من ترك السنة لان بني أبي عبيد كانوا متسامحين مع الأحناف متشددين مع المالكية..