الدائب، فدفنه المسلمون هناك وجاء الروم فنبشوا القبر وأحرقوا جثته (?) . وسار خلفاؤه على سنته في بث السرايا وتخريب المزارع، والاستفادة من الخيانة المحلية، وبواسطتها سلمت نوطس، واستأمنت رغوس، وظلت سرقوسة ممتنعة وقصاري كل وال أن يبث في أرضها السرايا فيغنم ويحرق. وكاد المسلمون يستولون على طبرمين بعون من الخيانة سنة 255 ولكن البطء في تنفيذ الخطة عاقهم عن ذلك (?) .
وبعد عشرين سنة من سقوط قصريانة جاء دور الركن الثالث من أركان المقاومة وأمير صقلية يومئذ جعفر بن محمد. وظلت سرقوسة التي ظن أسد ابن الفرات أنه يستطيع فتحها تقاوم مدة تزيد على خمسين سنة، ولم تهن عزيمتها إلا حين استطاع جعفر أن يملك بعض أرباضها، ووصلت إليها مراكب الروم فأصابها المسلمون، وتمكنوا من حصر المدينة واستمر الحصار تسعة اشهر عانى فيها السكان شدة وضيقا، ويحدثنا ثيودوسيوس في رسالة كتبها يصف فيها حصار المسلمين لبلده وكيف قاومت وكيف سقطت صلى الله عليه وسلمpistolae عز وجلe صلى الله عليه وسلمxpugnation Siracusarum، يحدثنا أن المسلمين أعدوا الحصار سرقوسة كل ما قدروا عليه من آلات الحصار (?) . ثم نفدت المؤن من المدينة وانتشرت المجاعة بين الناس، ويقول ثيودوسيوس الراهب الغرماطيقي في لهجة حزينة: لقد أتينا على كل الدواجن واضطررنا أن نأكل ما كانت تحصله أيدينا، دون ان نراعي فروض الصوم، لأن الحبوب والأعشاب والزيت كانت كلها قد نفدت، وأما صيد السمك فوقف منذ أن قبض العدو على زمام الميناء. وكان المقدار الضئيل من القمح؟ إذا تيسر؟ يسوي مائة وخمسين بيزانته ذهبية (الواحدة؟ 10 شلنات) ومن الطحين مائتين، وأوقينا الخبز ببيزانتة واحدة، ورأس حصان أو حمار يباع بخمس عشرة أو عشرين، أما الفرس فلا يتيسر شراؤها بأقل