العرب في صقليه (صفحة 219)

الحركة بما خلفوه من مؤلفات وخاصة ابن القطاع في اللغة والنحو والعروض (?) وابن الفحام في القراءات وأبو الحسن الصقلي في النحو والعروض. ولم تذكر المصادر مؤلفاً معيناً لأبي الحسن ولكني أظن أنه ترك في اللغة كتاباً أو كتباً ينقل عنها ابن منظور في اللسان (?) . كما أن آراء ابن القطاع اللغوية مبثوثة في تاج العروس وهي فيما يظهر من كتابه في الأفعال.

أما ابن الفحام فألف في القراءات كتاب التجريد في بغية المريد (?) حتى قال فيه بعض معاصريه " ما رأيت أعلم بالقراءات منه لا بالمغرب ولا بالمشرق وإنه ليحفظ القراءات كما نحفظ نحن القرآن " (?) . وعند السلفي صورة واضحة عن هؤلاء الصقليين بمصر وعن ألوان نشاطهم الثقافي قد لا نجدها في مصدر آخر.

وفي إفريقية أتم المازري عمل المدرسة الصقلية في الفقه والحديث واشتهر في التدريس حتى قصده الطلبه من نواح كثيرة في الأندلس وإفريقية (?) ودخلت تعاليمه وكتبه بلاد الأندلس مع تلامذته منها، وكاتبه بعضهم يستجيزه كتبه، وممن أجازهم القاضي عياض، وتخرج عليه من أهل إفريقية جماعة أصبحوا أعلاماً في المذاهب، وقصدوا للتدريس في المهدية وقابس وتونس وغيرها. وشهد له بالتفوق والذكاء رجال من غير مذهبه قال السبكي فيه " أما المازري.. فكان من أذكى المغاربة قريحة وأحدهم ذهناً، بحيث أجترأ على شرح البرهان لإمام الحرمين، وهو لغز الأمة الذي لا يحوم حول حماه ولا يدندن حول مغزاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015