الغربية، مرة أخرى في المصادر القرآنية والكلاسيكية40. والشيء ذاته ينطبق على السبئيين، وهم من عرب الجنوب الذين أسسوا في الشمال مدنا أو مستوطنات تحت اسم سبأ مؤثرين بذلك إلى إيثارهم لتسميتهم كقوم على أية معطيات مكانية قد توحي باسم جديد.

وإذن فتصور الرابطة العرقية كنقطة تكتل بين المجموعات التي سكنت شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام "وفي الواقع حتى بعد ظهور الإسلام رغم كل ما حملت الدعوة الإسلامية من قيم جديدة تتجاوز القبلية والعنصرية عموما" هو تصور قائم، ومن ثم يصبح الحديث عن الأنساب عند العرب أمرا واردا، وهو حديث يصل التشبث به في الواقع إلى ما يتجاوز أنساب البشر في بعض الأحيان إلى محاولة لتنسيب الخيل ذاتها41. ولكن، مع ذلك، فالحديث عن تأصيل النسب شيء، والمغالاة في هذا التأصيل شيء آخر، وفي هذا الصدد قد يكون من المعقول والمنطقي أن يعرف أبناء أسرة أو عشيرة نسبهم بشيء من الدقة النسبية إلى حدود معينة, أما أن يدفع هذا النسب تأصيلا إلى عهد سام بن نوح "وفي بعض الأحيان إلى عهد آدم42، الأب الأول للبشرية" فأمر لا بد أن يدخل فيه قدر كبير من النحت والخيال. وفي الواقع فإنه لا يوجد مما تركه له سكان شبه الجزيرة قبل الإسلام، سواء في مجال الآثار أو المخلفات المادية، أو في مجال النقوش والشعر، ما يشير إلى اعتقادهم في هذا النسب الذي يصل إلى سام بن نوح، كما أن محاولة تأصيل هذا النسب بين كتاب العصر الإسلامي قد أوقعت هؤلاء الكتاب في قدر غير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015