ونحن في الواقع نستطيع أن نستكمل هاتين الإشارتين إلى حد كبير من مصادر الكتاب الكلاسيكيين، إذ نجد ذكرا لقوم عاد يظهر في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي على الخارطة التي رسمها جغرافي يوناني من مصر هو بطلميوس كلاوديوس PtOLصلى الله عليه وسلمMصلى الله عليه وسلمIOS CLصلى الله عليه وسلمUعز وجلIOS "كتب بين 121، 151م" الذي عرفه الجغرافيون العرب باسم بطلميوس القلوذي. ويظهر قوم عاد في هذه الخارطة تحت اسم Oصلى الله عليه وسلمعز وجلITصلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم في شمالي شبه الجزيرة العربية في المنطقة الواقعة إلى شرقي خليج العقبة3 "وهي المنطقة التي ينطبق عليها الوصف الذي جاء في القرآن الكريم, والذي كان التجار العرب في الواقع يمرون به جيئة وذهابا في خط القوافل الذي يصل شبه الجزيرة العربية بالمنطقة السورية". ومعنى هذا أن عادًا الثانية قد تواجدت بشكل ظاهر يلفت نظر هذا الجغرافي ابتداء من النصف الأول من القرن الثاني على الأقل, ويبقى أمامنا تحديد الفترة التي اختفت فيها عاد الأولى.
وهنا نلجأ مرة ثانية إلى الكتاب الكلاسيكيين، وفي هذا المجال لا نجد ذكرا لقوم عاد فيما تركه لنا الكاتب الموسوعي الروماني بلينيوس plinius في أواسط القرن الثاني الميلادي "54/23-79م" رغم أن هذا الكاتب تعرض باستفاضة لشبه جزيرة العرب وحرص على أن يذكر في عرضه المستفيض أكبر عدد من الأماكن والأقوام الموجودة في شبه الجزيرة، بل لقد ذكر عددًا من المواقع كان موجودا ثم اندثر قبل زمنه, وهو يجد في حرصه هذا نقطة اعتداد علمي يذكر القارئ بها4. فإذا توغلنا قليلا في الماضي إلى أوائل القرن الأول الميلادي والنصف الأخير من القرن الأول ق. م. لا نجد ذكرا لهؤلاء القوم في كتابات الجغرافي اليوناني إسترابون "63/ 64