كبيرة من أرض شبه الجزيرة العربية في النباتات التي عرفتها المنطقة, فلم تتسم هذه النباتات بوفرة أصنافها أو بترف نوعياتها. هذا وقد توزعت هذه النوعيات على مناطق مختلفة من شبه الجزيرة تبعا لمقدار خصوبة الأرض أو نوع تربتها، وتبعا لحظها من الرطوبة والحرارة، كما أن عددًا منها لم يكن أصيلًا في المنطقة وإنما أدخل إليها من بلاد أخرى في فترة أو أخرى من فترات التاريخ. كذلك يبدو أن عرب شبه الجزيرة قد تعرفوا على بعض طرق الزراعة في مجال حرث الأرض أو ري المزروعات من مناطق خارج شبه الجزيرة، وهو أمر قد تشير إليه بعض الألفاظ التي اتخذها أهل الحجاز ونجد في هذا المجال؛ من بينها على سبيل المثال وصف "بعل" للنباتات التي لا تحتاج إلى ري يقوم به الإنسان، والإله بعل كان إله الينابيع والأرض الباطنية في المنطقة السورية، وقد دخلت عبادة بعل إلى المنطقة في العصر الجاهلي من سورية. كذلك لفظة "أكار" بمعنى حارث الأرض، والكلمتان من أصل آرامي.

وفي مجال الحبوب عرف سكان البلاد زراعة القمح في اليمن وفي بعض الواحات، كما عرفوا زراعة الأرز في عمان والحسا، وفي مناطق متفرقة عرفوا زراعة الذرة كما زرعوا الشعير كطعام أو علف للخيل. كذلك في مجال الفواكه كان عدد منها معروفًا في شبه الجزيرة، فقد ورد ذكر بعضها في القرآن الكريم مثل: التين والزيتون والأعناب والرمان. ومن بين هذه فإن زراعة الكروم "الأعناب" نبتت في مواطن كثيرة من بينها الطائف "في الحجاز" واليمن ومنها كانوا يعصرون نبيذ الزبيب, ويرى البعض أنها دخلت الحجاز من منطقة الشام في القرن الرابع الميلادي. أما الزيتون فيرى أحد الباحثين أن الحجاز لم يعرفه إطلاقا، بينما يرى باحث آخر أن ورود ذكره في القرآن الكريم يدل على وجوده في هذه المنطقة، وربما يكون قد وجد في العصر القديم ثم اندثرت زراعته مع اندثار بعض الواحات، كما سبق لنا أن رأينا، إما بسبب زحف الجفاف على هذه الواحات, وإما بسبب هجرة بعض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015