أما القسم أو التكوين الثاني فيعرف باسم الدهناء أو الأرض الحمراء، وهو مسطح شائع من الرمال الحمراء يبتدئ من النفود في الشمال ويمتد في شكل قوس كبير عبر مسافة تزيد على 600 ميل نحو الجنوب الشرقي دخولا في المنطقة المعروفة باسم الربع الخالي والجزء الغربي من الدهناء يعرف أحيانا باسم الأحقاف "أي الكثبان الرملية". وربما كانت مياه الخليج تغمرها في يوم من الأيام إذ يوجد فيها امتداد فرعي صغير للخليج يمتد إلى جنوبي قطر كما توجد فيها رواسب من النوع الذي يوجد في قاع البحر. وحين تسقط الأمطار في المنطقة بشكل موسمي تنبت الأعشاب التي يقصدها البدو لأسباب الرعي لعدة شهور في السنة, ولكنها تجف تماما في أشهر الصيف بحيث لا يصبح فيها مجال للحياة.

ويبدو أن المنطقة كانت أقل إقفارًا في مجال الحياة ومجال السكان لفترة طويلة أو قصيرة قبل الإسلام, لسببين أحدهما أنها كانت أكثر مطرا أو عيونا ومن ثم كانت أكثر خصبا, وثانيهما أنها كانت تمر بها بعض الطرق التي تسلكها الخطوط التجارية من جنوبي شبه الجزيرة إلى شواطئ الخليج, ومن بين الشواهد التي قد تدل على ذلك آثار عدد من القرى القديمة في منطقة وبار "جنوبي غرب رمال يبرين أو جبرين" وإشارة القرآن الكريم إلى منطقة الأحقاف كموطن لقوم عاد كما يدل على نشاط الخط التجاري الذي يمر بها بيت شعر للأعشى يشير فيه إلى قوافل الجمال التي كانت تمر بالدهناء إلى شاطئ الخليج حيث يحمِّلها التجار بالسلع التي كانت توجد في سوق "دارين" إحدى موانئ جزيرة تاروت "تقع إلى شمالي قطر الآن" وتعود بعدها وقد حملت من هذه السلع شيئا كثيرا6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015