وأما (كِرمان) فهو إقليم في الجنوب الشرقي من إيران -أيضاً- (?) ، «بين خراسان وبحر الهند» (?) .
قال ابن العراقي بعد كلامه المسهب على (خوز) و (كرمان) وصفات هؤلاء القوم المذكورة في الحديث، قال:
«هذه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم: صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، فوجدوا بهذه الصفات كلها، وقاتلهم المسلمون مرات، فإلى الله عاقبة الأمور» (?) .
قلت: هم غير (الترك) ، كما قدمناه بدلائله، ونحن أحق من ابن حجر بقوله (?) : «وقد ظهر مصداق هذا الخبر» ، وعجلة الزمان لا تقف، والقصور في زماننا في تتبع وفهم أحاديث أشراط الساعة لائح، وهو من بابة هجران العلم، فشأنه كشأن بحث (النوازل) في الفقه، وكشأن (التجويد) في تحقيق (تراثنا) التليد، وغيره من ضروب وألوان العلم المفيد.
والذي يلاحظ بقوّة: أن أشراط الساعة لا تقبل القياس، وهي أخبار لا مجال لإعمال الرأي فيها، والعجلة في إنزالها في غير محالها، أو التكهن بها قبل وقتها يخرجها عن ظاهرها، ولا داعي لذلك كله.