والفقهاء، وأهل العلم، وهذا أشهر وأغرب من أن يحتاج إلى استشهاد؛ لأنه علم ظاهر، وعلم فسقة الجن علم باطن، وكل آية تعرف لناحيتها فضلاً تنشره إذا سئلَتْ عنه، وتطلب العيب لمن عابها، ومن طلب عيباً وجده، والفاضل حيث كان فهو فاضل، والمفضول الساقط حيث كان من البلدان، لا تصلحه بلدة؛ لأنّ الأرض لا تقدس صاحبها، وإنما يقدس المرء عمله (?) ، وإن من مدح بلدة وذم أخرى يحتاج إلى توقيف ممن يجب التسليم له على أنه لا مدح ولا ذم لبلدة إلا على الأغلب من أحوال أهلها، وأما على العموم فلا.
وقد عم البلاء والفتن اليوم في كل جهة من جهات الدنيا» (?) .
قال أبو عبيدة: هذا كلامه -رحمه الله تعالى- في عصره وأوانه، فكيف لو رأى ما رأينا، وبلغه ما بلغنا، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله من غربة الإسلام وأهله.
وقد يكون التحذير حاصلاً لأمارات واقعة من غير مدافعة في بعض الأحداث (?) ، أو في حق بعض الأشخاص، فها هو عبد الله بن سلام جلس على طريق علي -رضي الله عنه- حين أتاه، فقال له: أين تريد؟ قال: العراق. قال: «لا تأت العراق، وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فالزمه، ولا أدري هل ينجيك، فوالله لئن تركته لا تراه أبداً» .
أخرجه إسحاق بن راهويه -كما في «المطالب العالية» (18/57-58 رقم 4376 - العاصمة) -، وأبو العرب في «الفتن» (ص 82) ، ونعيم بن حماد في «الفتن» (1/153 رقم 390) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ص