وعلى هذا القولِ فالخطابُ بقولِه: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} للمؤمنين (?).

أما على قراءةِ ابنِ عامرٍ وحمزةَ: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا تؤمنون (109)} فَالأَوْجُهُ في (لا) في هذه القراءةِ كُلُّهَا هي عينُ الأوجهِ التي في قولِه: {لاَ يُؤْمِنُونَ} إلا أن الخطابَ في القراءةِ الأُولَى {وما يشعركم} هو للمسلمينَ، أي: ما يدريكم أيها المسلمونَ أن الكفارَ إذا جاءتهم الآياتُ يؤمنونَ أَوْ لاَ يُؤْمِنُونَ.

أما على قراءةِ ابنِ عامرٍ وحمزةَ فالخطابُ للكفارِ (?)

{وما يشعركم} أيها الكفرةُ الْمُقْتَرِحُونَ للآياتِ الزاعمونَ الْمُقْسِمُونَ جهدَ أيمانِكم أنها إن جَاءَتْكُمْ آمَنْتُمْ، ماذا يدريكم أنها إذا جاءتكم كَفَرْتُمْ ولم تؤمنوا؟ كقولِه جل وعلا: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (7)} [الأنعام: آية 7].

فعلى قراءةِ: {تؤمنون} فالخطابُ بـ {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} للكفارِ. وعلى قراءةِ {يؤمنون} فالخطابُ بـ {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} للمؤمنين.

وبهذا يزولُ النطاحُ والخصامُ المعروفُ بين علماءِ التفسيرِ في الخطابِ في قولِه: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} طائفةٌ تقولُ: هو للمؤمنينَ، وطائفةٌ تقولُ: هو للكافرينَ. والفصلُ في هذا: أنه على قراءةِ {تؤمنون} فالخطابُ للكفارِ. وعلى قراءةِ {يؤمنون} فالخطابُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015