وهي الإصرارُ على الكفرِ والنفاقِ من غيرِ إقلاعٍ ولا توبةٍ عنه، والمجرمون (?) جَمْعُ المجرمِ، والمجرمُ مرتكبُ الجريمةِ، والجريمةُ هي الذنبُ العظيمُ الذي يستحقُّ صاحبُه النكالَ العظيمَ و (مجرمون) هنا اسمُ فاعلِ (أَجْرَمَ) بصيغةِ (أفعل) بالهمزةِ التي صار بها رُبَاعِيًّا، ويستعملُ هذا الفعلُ استعمالينِ: أَجْرَمَ رباعيًّا بصيغةِ (أفعل) وجرم ثلاثيًّا مجردًا. وما جاء مستعملاً في القرآنِ إلا بصيغةِ الرباعيِّ فقط (مجرمون). {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} [المطففين: آية 29] ولم يَأْتِ بصيغةِ الثلاثيِّ المجردِ في القرآنِ ولكنه جاء بذلك في لغةِ العربِ، ومن ذلك قولُ الشاعرِ:
وَنَنْصُرُ مَوْلاَنَا وَنَعْلَمُ أَنَّهُ ... كَمَا النَّاسُ مَجْرُومٌ عَلَيْهِ وَجَارِمُ (?)
لأن المجرومَ اسمُ مفعولِ جَرَمَهُ الثلاثيِّ المجردِ بلا نزاعٍ، وهذا معنَى قولِه: {إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}.
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68)} [التوبة: الآيتان 67، 68].
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّنْ بَعْضٍ} [التوبة: آية 67] المنافقُ هو مَنْ يُظْهِرُ الإيمانَ، ويُسِرُّ الكفرَ، وهو المسمَّى في عرفِ