النبيِّ لغنائمِ حنينٍ، قال ذلك فيه، وهذه الآيةُ يُصَرِّحُ اللَّهُ فيها بأنهم لَمَزُوهُ في قسمِ الصدقاتِ وهي الزكواتُ والصدقاتُ غير الغنائم (?)،
فالأظهرُ أن الأصوبَ فيها هو ما قاله ابنُ جريجٍ (رحمه الله) وغيرُه أنها نَزَلَتْ في رجلٍ من الأنصارِ من المنافقينَ حَضَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَسِّمُ مالاً من الصدقاتِ فقال: يا نَبِيَّ اللَّهِ، اعْدِلْ فإنك لم تَعْدِلْ - قَبَّحَهُ اللَّهُ - فَنَزَلَتْ هذه الآيةُ فيه (?).
وهذه الآياتُ من سورةِ براءة يُبَيِّنُ اللَّهُ فيها أصنافًا مِنَ المنافقينَ يقولُ: ومنهم مَنْ هو كذا، ومنهم مَنْ هو كذا، كما تَقَدَّمَ في قولِه: {وَمِنْهُم مَّنْ يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} [التوبة: آية 49] وقال هنا: {وَمِنْهُم مَّنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} وسيأتِي قولُه: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ