أشفارِه حَوَرٌ، وفي صوتِه صَحَلٌ، أكحلُ أقرنُ أزجُّ، في عنقه سَطَعٌ، وفي لحيتِه كثافةٌ.
إذا صمت فعليه الوقارُ، وإذا تكلم سَمَا وعليه البهاءُ، حُلْوُ المنطقِ، فَصْلٌ ليس بنزرٍ ولا هَذْرٍ، كأن منطقَه خَرَزَاتُ نَظْمٍ يتحدَّرْن أو يَنْحَدِرْنَ، أجملُ الناسِ وأبهاهم من بعيدٍ، وأحسنُهم من قريبٍ، رَبْعَةٌ لاَ تَنسَؤهُ عينٌ لطولِه، ولا تَقْتَحِمُهُ عينٌ لقِصَرهِ، إلى آخِرِ ما ذَكَرَتْ من أوصافِه الكريمةِ الجليلةِ صلواتُ اللَّهِ وسلامُه عليه (?).
وهذه المعانِي الجليلةُ قد لا يَفْهَمُهَا كُلُّ الناسِ، سنُشيرُ إلى ما لا يُفْهَمُ منها: فقولُها: (لم تَعِبْهُ التُّجلَةُ) (?): بِضَمِّ التاءِ والجيمِ معناه عِظَمُ البطنِ وكبرُها. وقيل: ارتفاعُ الْخَاصِرَتَيْنِ ونتؤوهما.
(وَلَمْ تزْرِ به صُعْلَةٌ): الصُّعلَةُ: صِغَرُ الرأسِ صغرًا مفرطًا. يعنِي: ليس ضخمَ البطنِ، ولا صغيرَ الرأسِ جِدًّا، بل هو ضامرُ البطنِ، رأسُه ليس بصغيرٍ صغرًا مزريًا.
وقولُها: (في عَيْنَيْهِ دَعَجٌ): الدَّعَجُ: سوادُ العينِ مع سعتِها.
وقولُها: (في أشفارِه وَطَفٌ): الوَطَفُ: هو كثرةُ شعرِ الجفنِ.
وقولُها (أَزَجّ) تعني: قليلُ شعرِ الحاجبِ.
وقولُها: (أقرنُ): تعني أن شعرَ حَاجِبَيْهِ يمتدُّ طرفُ هذا حتى يقربَ من هذا مع الزَّجَجِ فيه.