على مكةَ عتَّابَ بنَ أَسِيدِ بنِ أَبِي العيصِ بنِ أميةَ (رضي الله عنه) (?)، وكان إِذْ ذاك ابنَ عشرين سنةً.

هذا طرفٌ أَشَرْنَا له من هذه الوقعةِ التي نَوَّهَ اللَّهُ (جلَّ وعلا) بها في كتابِه، ولم نُرِدِ الإطالةَ فيها كثيرًا، وسنرجعُ - إن شاء الله - في اليومِ الآتِي إلى معنَى الآيةِ ونفسرُها؛ لأنا الآن ما ذَكَرْنَا إلا بَسْطَ سببِ نزولِها الذي نَزَلَتْ فيه. وكان بعضُ العلماءِ يقولُ: هذه أولُ آيةٍ نَزَلَتْ من سورةِ براءة. فهذه الآيةُ نَزَلَتْ قَبْلَ أَوَّلِهَا.

يقولُ اللَّهُ جلَّ وعلا: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)}.

اللامُ توطئةُ قسمٍ محذوفٍ، أي: وَاللَّهِ {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ} أيْ: أَعَانَكُمْ على أعدائكم {فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} المواطنُ: جمعُ مَوْطِنٍ، وموطنُ الحربِ معناه مشهدُه وموقفُه، وهو معنًى معروفٌ في كلامِ العربِ، ومنه قولُ الشاعر (?):

وَكَمْ مَوْطِنٍ لَوْلاَيَ طِحْتَ كَمَا أَرَى ... بِأَجْرَامِهِ مِنْ قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015