القتالِ، فَلَمَّا أرادَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يعوضَه قال له: إِنَّ في قلبِي اليومَ ما لم يَكُ في قلبِي بالأمسِ، إني صرتُ أرغبُ في الإيمانِ. ولم يَأْخُذْ عِوَضَ أدراعه، قال بعضُ العلماءِ: لَمَّا أرادَ الخروجَ اسْتَسْلَفَ مِنْ ربيعةَ المخزوميِّ آلافًا كثيرةً يستعينُ بها، وَأَعْطَى المؤلفةَ قلوبُهم.

وَلَمَّا وقعَ بالمسلمينَ ما وقع أولاً وَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ كان بعضُ قريشٍ إيمانُهم في ذلك الوقتِ لم يكن قويًّا حتى ذَكَرُوا مثلَه عن أبِي سفيانَ بنِ حربٍ (رضي الله عنه) قالوا: كانَ في ذلك الوقتِ إيمانُه مدخولاً، فقال: هزيمتُهم لا يَرُدُّهَا البحرُ (?). وكان مع صفوانَ بنِ أميةَ أخوه لأُمِّهِ - وصفوانُ بنُ أميةَ في ذلك الوقتِ على شِرْكِهِ، ومعه أخوه لأُمِّهِ - بعضُهم يقول: اسمُه كلدةُ بنُ الحنبلِ. فلما وَقَعَ بالمسلمينَ ما وَقَعَ أولاً وَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ قال: الآنَ بَطَلَ سحرُ محمدٍ. فقال له صفوانُ بنُ أميةَ وهو مُشْرِكٌ: اسْكُتْ فَضَّ اللَّهُ فَاكَ، وَاللَّهِ لأَنْ يَرُبَّنِي رجلٌ من قريشٍ أَحَبُّ إِلَيَّ من أن يَرُبَّنِي رجلٌ من هوازنَ (?).

وكان شيبةُ بنُ عثمانَ بنِ أبي طلحةَ قُتِلَ أبوه عثمانُ بنُ أبي طلحةَ يومَ أُحُدٍ في حَمَلَةِ اللواءِ من بَنِي عبدِ الدارِ، وَعَمُّهُ طلحةُ بنُ أبِي طلحةَ وغيرُه من أعمامِه، وكان حَنِقًا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ في غزاةِ حنينٍ وهو على كُفْرِهِ يريدُ أن يصادفَ غرةً من رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليقتلَه ويأخذَ بثأرِه، فلما انْكَشَفَ المسلمونَ وَوَقَعَ ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015