فقال له زهيرُ بنُ صردٍ: وَاللَّهِ ما فُوهَا بِبَارِدٍ، ولا ثَدْيُهَا بِنَاهِدٍ، ولاَ بَطْنُهَا بِوَالِدٍ، ولاَ زَوْجُهَا بِوَاجِدٍ. فلما قال له هذا الكلامَ قَبِلَ معاوضتَها بما عُوِّضَ به بقايا السَّبْيِ (?)، ثم إن أهلَ الغزاةِ الذين حَضَرُوهَا من الأعرابِ وغيرِهم خافوا أن يردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هوازنَ الأموالَ أيضًا، فَضَيَّقُوا عليه فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، اقْسِمْ علينا فَيْئَنَا، حتى أَلْجَؤُوهُ إلى سَمُرَةٍ فَخَطَفَتْ رِدَاءَهُ فقال: «رُدُّوا عَلَيَّ رِدائِي، فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ لَكُمْ مِنَ الْفَيْءِ مِثْلُ شَجَرِ تِهَامَةَ لَقَسَمْتُهُ كُلَّهُ عَلَيْكُمْ، وَلاَ تَجِدُونِي جَبَانًا وَلاَ كَذَّابًا وَلاَ بَخِيلاً» (?). (صلواتُ اللَّهِ وسلامُه عليه) فَأَعْطَى ذلك اليومَ المؤلفةَ قلوبُهم، أعطى الأقرعَ بنَ حابسٍ مائةً من الإبلِ، وعيينةَ بنَ حصنٍ مائةً من الإبلِ، وأعطى أَبَا سفيانَ مائةً من الإبلِ، وابنَه معاويةَ مائةً من الإبلِ، وصفوانَ بنَ أميةَ مائةً من الإبلِ؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا عَزَمَ على غزاةِ حُنَيْنٍ استعارَ من صفوانَ بنِ أميةَ الجمحيَّ أَدْراعًا كانت له وَسِلاَحًا، فقال له: أَغَصْبًا يا مُحَمَّدُ؟ قال: «بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ» (?)
وكانت تلك الأدرعُ قد فُقِدَ منها شيءٌ في