أَبُوكُمْ قُصَيٌّ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعًا ... بِهِ جَمَعَ اللَّهُ الْقَبَائِلَ مِنْ فِهْرِ
جَعَلَ الوظائفَ وهي السقايةُ والرفادةُ والندوةُ واللواءُ وحجابةُ البيتِ، هذه الوظائفُ كلُّها جعلها لعبدِ الدارِ بنِ قُصَيٍّ؛ لأن أولادَ قصي أربعةٌ: عبدُ بنُ قُصَيٍّ، وكان عبد الدارِ بنُ قُصَيٍّ، وعبد العزَّى بن قصي، وعبد منافِ بن قصي. وكان عبدُ الدارِ بنُ قصيٍّ أقلَّ أولادِه شرفًا وأكثرهم خمولاً، فأعطاه جميعَ الوظائفِ. وَجَعَلَ إلى عبدِ الدارِ السقايةَ والرفادةَ والحجابةَ ودارَ الندوةِ واللواءَ.
اللواءُ: هو حَمْلُ اللواءِ في الميدانِ عندَ التحامِ الحربِ.
ودارُ الندوةِ: هي الدارُ التي كانوا لاَ يعقدونَ ولا يحلونَ إلا بها، اشتراها بعدَ ذلك حكيمُ بنُ حزامٍ وباعها وتصدقَ بثمنِها (?). ولما قالوا له: يا أبا خالدٍ: بِعْتَ مأثرةَ قريشٍ!! قال لهم: الشرفُ بالدِّينِ لا بالديرِ.
والسقايةُ: كان قصيٌّ يجمعُ أموالاً على قريشٍ يجعلُ منها الرفادةَ والسقايةَ.
الرفادةُ: مالٌ يكونُ عندَهم يكونُ رفدًا لمن تَعَطَّلَ، إذا مات بعيرُ حَاجٍّ اشتروا له بعيرًا، وإذا افتقر أحدٌ أو انقطعت به النفقةُ زَوَّدُوهُ منه حتى يصلَ إلى أهلِه. كل هذا يفعلُه قصي ويأخذ هذا المالَ على قريش.
والسقايةُ: كانوا يأخذونَ النبيذَ والشرابَ الطيبَ ويجعلونَه في الموسمِ في الأماكنِ التي تَغْشَاهَا النَّاسُ، فيأتي الناسُ فيشربونَ