قَوْمِكَ حتى يسمع ما أُنزل إليك. وهذا معنى قوله: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} قال بعض العلماء: لما نادى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في الموسم بهذه الآية من سورة براءة، أتاه قوم فقالوا: إن انتهت هذه الأشهر الأربعة وانقضت أشهر الإِمْهَال، وكان الواحد منا يريد أن يسمع من محمدٍ ما يقول لينظر هل يتبعه أو لا، يُقتل؟! فقال لهم علي: لا يُقتل؛ لأنَّ الله يقول: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ} (?).

معنى هذه الآية الكريمة بإيضاح: أنَّ بعض المشركين إذا أراد أن يسمع ما يقوله رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ليفهم معنى ما ينزل عليه ويعرف الأوامر التي يأمر بها، والنواهي التي ينهى عنها، والأشياء التي يدعو إليها، ليستيقن في قرارة نفسه أهو حقٌّ فيتبعه أو يعلم أنَّه ليس بحق فيصد عنه، وطلب أن يجار، أن يُؤَمَّن، وألا يصل إليه أذى حتى يسمع القرآن، ويفهم ما أنزل على النبي؛ ليكون على بصيرة مِنْ أَمْرِهِ في الأخْذِ والتَّرْكِ، فإنه يجب أن يعطى ذلك الأمان حتى يسمع ويُتلى عليه القرآن، ويُفَهَّم بما فيه من الزواجر والمواعظ، ثم بعد ذلك إن أسلم فبها ونعمت، وإن أصرَّ على كُفْرِهِ وَجَبَ أَنْ يُردَّ إِلَى مَأمنه وهو محل داره التي يأمن فيها. هذا معنى قوله: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} طلبك أن تجيره وتؤمنه.

{حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} هو هذا القرآن العظيم. وهذه الآية الكريمة من سورة براءة نص صريح في أنَّ هذا الذي نقرؤه ونتلوه هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015