وأعظمها في ذلك الوقت، والإعداد في ذلك كان يكون بمثل هذا، حتى قال الشاعر (?):

وَأَعْدَدْتُ للحَرْبِ أوْزَارَهَا ... رِمَاحاً طُوَالاً وَخَيْلاً ذُكُوراً

وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي (?):

أَعدَدْتُ للحَدَثَانِ سَا ... بِغةً وَعَدَّاءَ عَلَنْدَى

يعني: درعاً وفرساً ذكراً.

أما الآن فقد تطوّرت الحياة عن ذلك في ظروفها الرَّاهِنَة، وصارت الخيل والدروع والرِّمَاحُ لا تغني شيئاً، فَصَارَ الأمْرُ يَتَطَلّب شيئاً زائداً على ذلك يساير الأحوال، ويساير التطوّر في حالاته الراهنة، فعلى المسلمين أن يُعدّوا كل ما في الاستطاعة منه، ولكنهم -وإنا لله وإنا إليه راجعون- لا يُعدّون في أغلب أقطار المعمورة شيئاً، والكفار يتقوّون ويسلّطهم الله عليهم بذنوبهم. أما التعاليم السماوية فهي لا تشجِّع على الضعف والتواكل والتسليم للأعداء، لا، إنما تأمر بالقوّة وإعداد القوة المستطاعة، والكفاح القوي، وعدم التنازع، وعدم التفرّق، والاتصال مع هذا كله بخالق السماوات والأرض، وامتثال أوامره، واجتناب نهيه {إِِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ} [الأنفال: الآية 45] إلى غير ذلك من الآيات. وهذا معنى قوله: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم} إعداده {وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} الرباط: تطلقه العرب على عين الخيل المربوطة، يقولون: هذا رباط. أي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015