فقراءة شعبة عن عاصم لا فرق بينها وبين قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو والكسائي، وإنما الفرق بين قراءة التاء وقراءة الياء. أما على القراءة بتاء الخطاب فمعنى الآية واضح لا إشكال فيه، والحُسبان في لغة العرب: الظن. والمعنى: لا تظن يا نبي الله الذين كفروا سبقوا. فـ (الذين) في محل المفعول الأول، وجملة (سبقوا) في محل المفعول الثاني، و (سبقوا) معناه: غلبوا وفاتوا، فكل شيء فاتك ولم تدركه وعَجزتَ عنه تقول العرب: سبقك. ومنه قوله تعالى: {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ} [الواقعة: الآيتان 60، 61] لسنا بمغلوبين ولا معجَّزين عن أن نبدل أمثالكم. أي: لا تظنن يا نبي الله الذين كفروا سبقوا، لا تظنن الكفار فائتين سابقين يعجز عنهم ربهم (جل وعلا)، لا وكلا {إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} ولا يسبقون، فهم تحت قهره وقدرته وسلطنته يفعل فيهم كيف يشاء، ولا يسبقونه ولا يفوتونه، كما قال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا} [العنكبوت: الآية 4] أي: يفوتوننا ويعجزوننا، لا {سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [العنكبوت: الآية 4]، وكذلك قراءة شعبة عن عاصم: {ولا تَحْسَبن الذين كفروا} هي معناها وهذه القراءة واحد.

[7/ب] / أما على القراءة الأخرى: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوا} فتفسير الآية مشكل؛ لأنه لا يُدرى أين مفعولا (حَسِب)، ولا يُدرى الفاعل أين هو؟!

وللعلماء فيها أقوال متقاربة لا يكذب بعضها بعضاً:

قال بعض العلماء: هذه الآية الكريمة حُذفت منها (أن) المصدرية، وحذف (أن) المصدرية إذا دل المقام عليها أسلوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015