ألِكْني إليها وخَيْرُ الرَّسُولِ ... أَعْلَمُهم بِنَواحِي الخَبَرْ

فأصله: (مألك) لأنهم يحملون مآلك الله، أي: رسالات الله، منهم من يُرسل لتسخير المطر، ومنهم من يُرسل لقبض الأرواح، ومنهم من يُرسل لضبط الأعمال، ومنهم من يُرسل لحفظ بني آدم أن تخطفهم الشياطين، كما قال تعالى عنهم: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)} [النازعات: الآية 5] فلما كانوا يحملون المآلك، أي: الرسائل من الله في الشئون الشتى قيل فيه: (مألك). ثم وقع فيه قلب فجُعل الفاء مكان العين، والعين مكان الفاء، وهذا القلب معروف في الصرف، فقيل فيه: (ملك) ووزنه: (مألك) (مَفعَل) فقلب فصار (ملك) على وزن (مَعْفَل) ثم نُقلب حركة الهمزة للام فقيل فيه: (ملك). فكان عند جمع التكسير تظهر الهمزة التي هي في أصله في محلها الذي قُلبت فيه، قال بعض العلماء: هذا أصله (?). و {الْمَلآئِكَةُ} فاعل {تَتَوَفَّى} أي: تقبض أرواحهم من أجسادهم كاملة. والفعل المضارع في قوله: {يَضْرِبُونَ} جملته حالية. وأصل الفعل المضارع المثبت إذا كانت جملته حالية لا تربط بالواو بل بالضمير كما هنا {يَضْرِبُونَ} أي: الملائكة. يعني: يتوفونهم يأخذون أرواحهم في حال كونهم ضاربين وجوههم وأدبارهم. الوجوه: جمع الوَجْه. والأدْبَار: جمع الدبر، وقال جماعة من السلف (?): المراد بالأدبار: الأستاه -أكرمكم الله جل وعلا- قالوا: ولكن الله (جل وعلا) حييّ كريم يكني، فكنى عن الاست بالدبر؛ ولذا قال: {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015