كَأَنَّ وغَاهَا حُجْرَتَيْهِ وجَالَهُ ... أضَاميم مِنْ سَفْرِ القَبَائل نُزَّلِ
ومنه: طائر وطير {إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ} [النحل: الآية 79] فجعل (مسخّرات) جمعاً نظراً إلى الطير. وهذا يكثر في كلام العرب، والأظهر أن (الفَعْل) هنا جمع (الفَاعِلْ) وصفاً. وعامة علماء العربية ممن تكلموا في جموع التكسير لم يجعلوا (فَعْلا) من صيغ الجموع، ويزعمون أن هذه الذي ذكرنا أن الأظهر جموع أنها أسماء جموع. هكذا يقولون. والمراد بالركب هنا: الجماعة الذين هم في عِير أبي سفيان.
وقوله: {أَسْفَلَ مِنكُمْ} ظرف والخبر واقع في هذا الظرف. وقراءة: {أسفلُ منكم} (?) شاذة وقراءة الجمهور: {أَسْفَلَ مِنكُمْ} هو في مكان، وهذا المكان أسفل، ومعنى كونه أسفل: أن وادي بدر ذاهب إلى جهة البحر، فكل ما قَرُب من البحر منه فهو أسفل، وما بَعُد منه فهو أعلى.
قال بعض العلماء: في هذه الآية الكريمة سؤال، وهو أن يُقال: ما الفائدة في تعيين أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في عُدوة وادي بدر الدنيا، وأن المشركين في عُدوة وادي بدر القصوى، وأن الركب أسفل من الجميع، ما الحكمة في هذا؟ وأي فائدة في معرفة مواضع القوم كلهم (?)؟
أجاب بعض العلماء عن هذا بأن فيه سرّاً لطيفاً، قالوا: المعنى نَصركم الله وفَرَّقَ بَيْن الحق والباطل بأن نصركم عليهم وظروفكم