وكان يوم فتح مكة اجتمع مع الجماعة الذين جاءهم خالد بن الوليد، فرأى القتل وجاءها منهزماً، فقالت له: أين الذي كنت تقوله أنك تُخدمني نساءهم، وأني أغلق الباب دونك؟! فقال لها رجزه المشهور، وهو معروف عند علماء التاريخ وأصحاب المغازي (?):

إنَّكِ لو شَهِدتِ يومَ الخَنْدَمَهْ ... إذ فرَّ صفوانُ وفرَّ عِكْرِمَهْ ...

واسْتَقبَلَتْنَا بالسّيوفِ المُسْلِمَهْ ... لهم نَهِيتٌ خَلفنَا وهَمْهَمَهْ ...

يَقْطَعْنَ كلَّ سَاعِدٍ وجُمجُمَهْ ... ضرباً فلا تَسْمَعُ إلا غَمْغَمَهْ ...

لَمْ تَنْطِقِي بِاللَّومِ أَدْنَى كَلِمَهْ

وهذه الأدلة وغيرها تدل على أن مَكَّةَ فُتِحَتْ عنوة لا صُلْحاً. ومن الأدلة على ذلك: ما ثبت في الصحيح أن النبي (صلوات الله وسلامه عليه) أمر بقتل مقيس بن صبابة، وابن خَطَل، وجاريتين معهما، ولو وُجدوا متعلقين بأستار الكعبة. ولو كانت مكة صلحاً لما أمر بقتل مقيس بن صبابة، وابن خَطَل، والجاريتين المذكورتين معهما (?)، كما هو ثابت معروف، ومما يدل على أنها فتحت عنوة ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015