آمِنٌ» (?). يظن أنها نوع صلح أو شبه صلح، والتحقيق الذي لا شك فيه: أن مكة -حرسها الله- إنما فُتِحَتْ عنوة وقهراً بالسيف لا صلحاً، وتأمين النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الناس لا يقتضي الصلح؛ لأن الصلح أمر عام. والدليل على أنها فتحت عنوة أمور كثيرة وأدِلَّة واضحة لا لبس فيها (?)،

منها: ما ثبت في صحيح مسلم وغيره من وقوع القتال فيها يوم فتح مكة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل خالد بن الوليد يوم فتح مكة على المُجَنِّبَة اليمنى، وجعل الزُّبَيْر بن العوام على المُجَنِّبَة اليسرى، وجعل أبا عبيدة على الحُسَّر (?) وأخذوا بطن الوادي، ولم يتلقهم أحد إلا أناموه، فقتلوا من قريش قوماً كما هو معروف. وهذا ثابت في الصحيح وغيره، ورجز حماس بن قيس المشهور يدل على ذلك؛ لأن حِمَاس بن قيس هذا رجل حليف لقريش، وكان يقول لزوجته: إنه يجعل لها أزواج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خدماً، وكان يقول لها: إذا جئتك فارّاً فأغلقي الباب دوني، وكان يرتجز ويقول (?):

إنْ يُقْبِلُوا اليَومَ فما لي عِلّهْ ... هَذَا سِلاَحٌ كَامِلٌ وأَلَّهْ

وذُو غِرارَينِ سريعُ السَّلَّهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015