و {مِّن شَيْءٍ} بيان للموصول، من شيء كائناً ما كان، إلا ما سنذكره مما أخرجه دليل مُخصِّص.
{فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} قراءة جماهير القراء، منهم السبعة: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} وفي بعض الروايات الضعيفة عن بعض السبعة: {فإن لله خمسه} وقد رواه الجعفي عن أبي عمرو (?)، أما الرواية التي عليها جمهور القراء، وهي رواية السبعة الصحيحة عنهم: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} وهنا محذوف دل عليه المقام: فحقه أن لله خمسه، أو: فواجب حتم أن لله خمسه. والخُمس معروف، {وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} وهذه الآية الكريمة من سورة الأنفال قد تضمنت أحكاماً كثيرة من أحكام الجهاد، ومن أحكام الغنائم (?)، وقد يحتاج لها المسلمون؛ لأنا نرجو الله (جل وعلا) أن يرفع علم الجهاد، ويقوي كلمة لا إله إلا الله، وأن تخفق رايات المسلمين في أقطار الدنيا، فيحتاجون إلى تعلم ما تضمنته هذه الآية الكريمة من أحكام الجهاد، ولما كان القرآن العظيم هو مصدر جميع العلوم؛ لأنه الكتاب الذي حوى جميع العلوم، وكانت أصول جميع الأشياء كلها فيه، أردنا هنا أن نبين جُملاً من الأحكام التي أشارت إليها هذه الآية الكريمة، {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم} معناه: الذي غنمتم، وهي الغنائم التي يحُوزها المسلمون من أموال الكفار إذا انتصروا عليهم فقهروهم، وأموال الكفار على قسمين (?):
قسم: ينتزعه المسلمون منهم بالقوة والغلبة.