(فِعْلَةٌ) من الخوف (?)؛ لأن المادة من الأجوف الذي هو واوي العين، والقاعدة المقررة في التصريف: أن الواو إذا سكنت بعد الكسر أُبدلت ياء بقياس مطرد (?). فـ (الخيفة) هي (فِعْلَة) من الخوف، فالياء مبدلة من واو، وتُجمع على (خِيَف)؛ لأن الإعلال الذي في المفرد هو موجود أيضًا في الجمع، وشذ بعض العلماء فقال: تُجمع على (خِوَفْ).
والفرق في لغة العرب بين الخوف والحزن (?): أن الخوف هو غم من أمر مستقبل، والحزن غم من أمر فائت. هذا أكثر ما يستعمل فيه الخوف والحزن، إلا أنهما ربما استعمل أحدهما في موضع الآخر. فقوله: {خِيفَةً} أي: غمًّا مِنْ أَمْرٍ مستقبل، وهو سخط رب العالمين وعقابه؛ لأن الخائف من سخطه وعقابه المغموم مما يقع من ذلك في المستقبل يُطيع الله (جل وعلا) في دار الدنيا وقت إمكان الفرصة، وربما أطلقت العرب اسم الخوف على العلم، تقول العرب: «خفت كذا». أي: علمته. وإطلاق الخوف على العلم أسلوب عَرَبِي معروف، قال بعض العلماء: منه قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة: آية 229] أي: علمتم ألا يقيما حدود الله {إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة: آية 229] إلا أن يعلما ألا يقيما حدود الله، على القول بذلك، ومن إطلاق الخوف بمعنى العلم قول أبي محجن الثقفي في أبياته المشهورة (?):