أغضبهم ليوقعهم بالغضب في المعاصي، تذكروا الله فأبصرت قلوبهم عقاب الله وثوابه، فرجعوا إلى ما يرضي الله، وأن غيرهم من الكفرة و [أصحاب] (?) المعاصي إذا جاءتهم لَمَّاتُ الشياطين وطائف الشياطين مدوا لهم وزادوهم ضلالاً إلى ضلال، فلا يبصر هؤلاء ولا يبصر هؤلاء. وهذا معنى قوله: {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ (202)} [الأعراف: آية 202].
يقول الله جل وعلا: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)} [الأعراف: آية 203] {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم} (إذا) أصلها ظرف مضمن معنى الشرط، ومن أحكامه عند علماء العربية: أنه يدل على تحقق وجود المشروط. فلو قلت لعبدك وهو يعرف معنى اللغة العربية: «إن جاءك زيد فأعطه درهمًا»،. فهو يعلم أن معنى الكلام: أن زيدًا محتمل أن يجيء ومحتمل أن لا يجيء؛ لأن (إنْ) حرف شرط لا يقتضي وجود الشرط. أما إذا قلت له: «إذا جاءك زيد فأعطه درهمًا» وهو يعرف معنى اللغة فإنه يعلم أن زيدًا آتٍ لا محالة؛ لأن (إذا) تدل على تحقق وقوع الشرط، وهي لا تقتضي التكرار على التحقيق إلا إذا اقترنت بقرينة تدل على ذلك (?). فمن قال لزوجته: «إذا دخلت الدار فأنت طالق» ثم دخلتها فإنها تطلق، ولو دخلتها مرة أخرى لا يكون عليه طلاق جديد؛ لأن (إذا) ليس أداة تكرار. قال بعض علماء العربية: وربما دلت على التكرار إن احْتَفَتْ بقرينة يُفهم منها ذلك. والتحقيق