جليل، وإشارات إلى أمور عظيمة، سنُلِمُّ بأطْرَافِهَا بعض الإلمام، فاعلموا أيها الإخوان أن هذا القرآن العظيم هو كَلاَم رَبِّ العَالمين ونوره المبين الذي أنْزَلَهُ على خَلْقِهِ ليستضيئوا بنوره، وقد يشير إلى جميع الأشياء ولا تكون في الدنيا مشكلة إلا أشار لها، وهذه الآيات الثلاث تضمنت حِكَمًا لا بد من الإلمام بها والتنبه لها، كما على المسلمين أن يَتَفَهَّمُوا ذلك.
اعلموا أن الله في هذه الآيات الثلاث من كتابه في سورة النساء، وفي سورة الأعراف، وفي سورة الزمر بيَّن أنَّهُ خَلق المرأة الأولى -التي هي مبدأ نشأة إيجاد النساء خلقها- مِنْ ضلع الرجل الأول؛ لتعلموا بذلك أن ابتداء نشأة الأنثى ومبدأ خلقها أنها لم تُخلق مستقلة في الوجود عن الرجل، بل خُلقت في أصل نشأتها الأولى التي أنشأها الله عليها وجودها تابع لوجود الرجل، ومستندة في وجودها على وجوده. وهذا الأمر أمر كوني قدري جبل الله عليه إيجاد الأنثى حيث أوجدها، وهذا الأمر الكوني القدري تحته لوازم عظيمة من عدم مساواة الرجل والأنثى في عشرات الميادين لعدم مساواتهما في النشأة الأولى والإيجاد الأول، فالرجل وُجد ونشأ أولاً مستقِلاً بوجوده عنها، لمْ يتوقف وجوده على وجودها، وهي في نشأتها الأولى وإيجادها الأول أُنشئت جزءًا منه، وجودها تابع لوجوده مستند إليه.
ولوازم هذه المسألة الكونية القدرية لمْ يهملها رب السماوات والأرض لأنه الحكيم الخبير، فَتَحْتَ هذا الإيجاد الأول لوازم تابعة له كثيرة قد جاءت مبينة في الحس والعقل والشرع الكريم، نُلم بشيء منها، وبهذا تعلمون أن ملاحدة الإفرنج الكفرة وأتباعهم من