وقال بعض العلماء: {لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا} أي: لا يُظهر حقيقة خبرها ويكشف عن مكان وقتها بالتحقيق إلا هو وحده جل وعلا.

ثم قال: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} اختلف العلماء في معنى ثقلها في السماوات والأرض على قولين (?): قال بعض العلماء: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} خفيت عليهم فثقل عليهم خفاؤها؛ لأن كل شيء خفي على الإنسان ولمْ يعلمه ثقُل عليه. وهذا الوجه وإن كان ليس قريبًا من الظاهر هو الذي اختاره كبير المفسرين أبو جعفر بن جرير الطبري (رحمه الله)، واستدل على اخْتِيَارِهِ له بأن ما بَعْدَهُ مِنَ الْكَلامِ وما قبله كله في معرض علم الساعة؛ لأن قَبْلَهُ: {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي} وبعده: {لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً} فاختار أن المراد بقوله: {ثَقُلَتْ} أي: خفي علمها وثقل على الناس جَهْلُهَا.

وقال بعض العلماء: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} أي: كبرت الساعة وعظمت على أهل السماوات والأرض؛ لأنَّ ما فيها من الأهوال والأوجال يصعب على جميع الخلائق. وهذا أقرب.

وقال بعض العلماء: لا تطيقها السماوات والأرض؛ لأن السماوات تعجز عن حملها فتتشقق، وتتناثر النجوم، وتُلَفُّ الشمس، ويُخسف القمر، وأن الأرض تُرفع جبالها، وتُبدل الأرض غير الأرض فلا تطيقها السماوات والأرض وأنها تعظم وتثقل وتكبر على أهلها لشدة ما فيها من عظم الأهوال والأوجال. ولا شك أن الشيء الذي يدك الجبال؛ تُنزع الجبال من أماكنها، وتُسَيَّر بين السَّمَاءِ والأرْضِ، ثم تُفَتَّت وتطحن؛ لأن الله (جل وعلا) ذكر تغيير نظام هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015