لكان الإعلال في الياء الأخيرة وقيل فيها: (أَيَاه)، وهنا أُعلّت الياء الأولى فأبدلت ألفًا فقيل: آية.
والآية تطلق في اللغة العربية إطلاقين، أشهر إطلاقيها: أنْ تُطلق الآية على العلامة، تقول العرب: آية كذا؛ أي: علامته، {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ} أي: علامة ملكه {أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} [البقرة: آية 248] فالآية: العلامة؛ وقد جاء في شعر نابغة ذبيان -وهو جاهلي- تفسير الآية بالعلامة حيث قال (?):
تَوَهَّمْتُ آيَاتٍ لهَا فََعَرَفْتُها ... لِسِتَّةِ أَعْوَامٍ وذَا العَامُ سَابِعُ
ثم بيّن أن مقصوده بالآيات: علامات الدار وآثارها حيث قال (?):
رَمَادٌ ككُحْلِ العَيْنِ لأْيًا أُبِيْنُه ... ونُؤيٌ كجذمِ الحوضِ أَثْلَمُ خاشعُ
هذا الإطلاق في الآية المشهور.
الإطلاق الثاني: وهو أنّ العرب تطلق الآية وتريد بها الجماعة، يقولون: «جاء بنو فلان بآيتهم» أي: بجماعتهم جميعًا وهو إطلاق معروف في كلام العرب، ومنه قول برج بن مسهر (?):
خَرَجْنَا من النَّقْبَيْن لاَ حَيَّ مِثلنا ... بآيَتِنَا نُزْجِيْ اللقَاحَ المَطَافِلاَ
أي: بجماعتنا. فهذان إطلاقا الآية في اللغة.