إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (187)} [الأعراف: الآيات 182 - 187].
يقول الله جل وعلا: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)} [الأعراف: الآيتان 182، 183].
بيّن الله (جل وعلا) في هذه الآية أنّه يستدرج الكافرين فيغدق عليهم نعمه وهم يصرون على الكفر به، حتى تبطرهم النعم وتتزايد غفلتهم، فيستمروا على ذلك حتى تنتهي آجالهم فيأخذهم الله (جل وعلا) في غفلتهم بعذابه وإهلاكه ثم يصيرون إلى النار.
{وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا}: في محل مبتدأ والخبر جملة {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} والتكذيب: الجحود والإنكار.
والآيات: جمع آية وقد قدمنا في هذه الدروس مرارًا (?): أن للآية في لغة العرب إطلاقين عربيّين مشهورين، وأنّ لها في القرآن إطلاقين أيضًا.
قال علماء التصريف (?): التحقيق في الآية أن أصلها: (أَيَيَة)، ووزنها: (فَعَلَة) فهمزها: فاء، وعينها: ياء، ولامها: ياء، والياءان المفتوحتان بعد الهمزة قد اجتمع فيهما موجبا إعلالٍ، والمقرر في فنِّ التصريف: أنّه إنْ اجتمع موجبا إعلال كان الإعلال في الأخير، إلا أنّه ربما وقع الإعلال في الأول كما هنا، فأعلوا الياء الأولى وأبدلوها ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ ولو جرى على الأغلب في اللغة،