الْغَافِلُونَ (179) وَلله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (180) وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شيء وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)} [الأعراف: الآيات 178 - 186].
{مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)} [الأعراف: آية 178] لما ذكر (جل وعلا) قصة الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها -والعياذ بالله- وبيّن أنه لو شاء رفعه بتلك الآيات وهداه إلى العمل بها في قوله: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا} صرَّح بأن المهتدي هو من هداه الله، والضال هو مَنْ أضَلَّه الله {مَن يَهْدِ اللَّهُ} الأصل: من يهده الله. فحذف المفعول لدلالة المقام عليه.
{فَهُوَ الْمُهْتَدِي} والمهتدي هو السالك طريق الهدى التي تستلزم رضا الله ونيل ما عنده من الرضوان والجنات.
{وَمَن يُضْلِلْ} حذف المفعول أيضًا و «مَن» شرطية في الموضعين، أي: ومن يضلله الله. مضارع أَضَلَّه يَضِلُّه إضلالاً. {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
وهذه الآية الكريمة وأمثالها في القرآن بكثرة حجة على القدرية الزاعمين أن الله لا يضل أحدًا، فقد تكلمنا في هذه الدروس مرارًا على مسألة القدر (?)، وأن التحقيق أنه لا تقع في الكون تسكينة