للاهث. معناه: ملجأ للمحزوب المحْزُون الذي فَدَحَه الأمر، وهو معنى معروف في كلامها، ومنه قول الشاعر وهو بعض الأزْدِيّين (?):

فنِعْمَ فتى الجُلَّى ومُسْتَنْبَط النَّدى ... ومَلْجَأ محْزُوبٍ ومَفْزَع لاهِثِ.

عِيَاذُ بْنُ عَمْرِو بن الحُلَيْس بن جَابِر ... ابْن زَيْدِ بْنِ مَنْظُور بن زيد بنِ وَارِثِ

وهذا من تتابع الأعلام، ويسميه البلاغيون في البديع: اطرادًا. وشاهده المشهور عندهم قول الشاعر (?):

إنْ يقتلوكَ فقد ثَلَلْتُ عروشَهُم ... بعتيبةَ بن الحارثِ بن شهابِ

والمعنى: أن هذا الخبيث الكافر ضُرب له المثل بالكلب في أخس حالاته، فكما أن الكلب لا يفارق هذه الحالة الخسيسة مِنْ فَتْحِ فِيهِ وَمَدّ لِسَانِهِ وإِخْرَاج النفس بقوة فكذلك هذا الكافر لا يفارق هذه الحالة الخسيسة من الكفر وعدم الاتعاظ في جميع أحواله، إن وَعَظْتَه لا يَتَّعِظُ، وإِنْ تَرَكْتَهُ فكذلك، كما أن الكَلْبَ إذا شددت عليه وطردته وأتعبته -وهو معنى: {إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ} - لهث، وإن تركته في رخاء ودعة لهث، فهو مُتَّصِفٌ بهذه الحالة القبيحة على كل حال. وكذلك هذا الخبيث متصف بتلك الحال القبيحة على كل حال. هذا معنى قوله: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}.

وأما قول من قال: إن بلعام بن باعوراء لما دعا على نبي الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015