أَنْ تَأْتِيَ الجُمَل الشَّرْطِية أحوالاً (?). المعنى: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ} في حال كون الكلب مُتَّصِفًا بأخس حالاته وهو مُدَاوَمَتُهُ اللَّهْث في جميع حالاته.
{إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ} معنى {إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ} إن تشد عليه وتطرده وتُجْهِده يلهث وإن {تَتْرُكْهُ} في رخاء ودَعة {يَلْهَثْ} والعرب تقول: لَهَثَ الكلب -بفتح الهاء- يَلْهَث -بفتحها؛ لأنه حَلْقِي العين- لَهْثًا ولُهاثًا: إذا فتح فاه ومَدَّ لسانه وصار يلهث، يطلع النَّفَسَ ويردها بقوة كفعل الذي أصابه إعياء وتَعَبٌ شَدِيد. وجميع الحيوانات لا يلهث شيء منها إلا إذا أصابه إِعْيَاء شديد، أو تعب شديد، أو عطش شديد، إلا الكلب وحده فإنه يلهث دائمًا، في حالة الرِّيّ يَلْهَث، وفي حالة العطش يلهث، وفي حالة الشد عليه والطرد والتعب يلهث، وفي حالة الرَّخَاءِ يَلْهَث، فهو يلازم اللهْث في جميع حالاته (?). واللهث مِنْ أخَسّ حالاته؛ لأنه فاتِحٌ فاه، مادٌّ لِسَانَهُ، يُطْلعِ النَّفَس وينزلها بقوة، وهذه مِنْ أخسّ الحالات وأقبحها، فضربه الله مثلاً لهذا الكافر، إن وَعَظْتَهُ وذَكَّرْتَهُ بآيات الله فهو كافر لا محالَةَ، لا يسمع ولا يتَّعِظ، كلهث ذلك الكلب في حالة الرخاء وعدم العطش. {تَتْرُكْهُ يَلْهَث} إن وعظته لم يَتَّعِظْ، وإن تَرَكْتَهُ لم يَتَّعِظْ، فهو ملازم -والعياذ بالله- كفرانه وعصيانه على جميع الحالات. وهو في أخس تلك الحالات كالْكَلْبِ الذي يلازم لهثَهُ في جميع الأحوال، وهي حالة من أخس حالاته والعرب تُسَمِّي الذي أصابه شيء حتى بَهَظَه تقول: هذا لاهث، وتقول: فلان ملجأ