فالزائد فيه: الياء والألف. وحروفه الصحيحة: الشين في مكان الفاء، والطاء في مكان العين، والنون في مكان اللام (شَطَن) وأنّ هذا أصله، وأن اشتقاق المادة من البُعد؛ لأنّه بعيد من رحمة الله تعالى غاية البُعد، والعرب تقول: نوىً شطون. أي: بعيد، وبئر شطون: بعيدة القعر، ومن هذا المعنى قول الشاعر (?):

نَأتْ بِسُعَادَ عنكَ نَوىً شَطُون ... فبانتْ والفؤادُ بها حَزِينِ

ويؤيد هذا القول - أن وزن الشيطان بالميزان الصرفي (فَيعَال) وأنه من (شَطَنَ) - قول أمية بن أبي الصلت، وهو عربي قح فصيح (?):

أيُّما شَاطِنٍ عَصَاهُ عَكَاهُ ... ثم يُلقَى في السِّجْنِ والأَكْبالِ

فصرح عن الشيطان بالشاطن، وهو اسم فاعل (شطَن) من غير نزاع.

وقال قوم آخرون -وأشار له الشيخ عمرو أعني سيبويه في موضع من كتابه (?) - بأن وزن الشيطان (فَعْلاَن) وأن الألف والنون زائدتان، وعلى هذا فأصله من (شَاطَ) فعلى هذا القول ففاء المادة شين، وعينها ياء، ولامها طاء. من (شاط) وأصله: (شيط) والعرب تقول: «شاط يشيط». إذا هلك؛ لأن الشيطان هالك لبعده عن رحمة الله. ومِن شاط بمعنى هلك قول الأعشى في شعره (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015