يرجعها إلى حالتها الأولى، فذهبت الدعوات كلها. وهذه إسرائيليات لا معوَّل عليها، يذكرها المفسرون.
وقال بعض العلماء: أغروا امرأته بالمال فلم تزل به حتى دعا على نبيّ الله موسى، وأنه لما دعا عليه اندلع لسانه فصار على صدره، وصار يلهث كما يلهث الكلب، وأنه قال لهم: إنه - والعياذ بالله خسر الدنيا والآخرة قال لهم-: لم يبق إلا المكر والحيلة؛ إن الله يبغض الزنا، فأرسلوا النساء متزينات إلى بني إسرائيل فإنْ زنوا أهلكهم الله. فأرسلوا لهم النساء فيما يزعمون فوقع منهم الزنا، فأرسل الله عليهم الطاعون. وغير هذا من روايات كثيرة إسرائيلية يحكيها المفسرون في تفسير هذه الآية من سورة الأعراف لا طائل تحتها ولا دليل على شيء منها (?).
وكان بعض العلماء يقول (?): هذه الآية الكريمة تدل على أنّه لا ينبغي للإنسان أن يقلّد غير معصوم ويثق به كل الثقة؛ لأن هذا الإنسان ذكر الله أنه آتاه آياته وبعد ذلك صار مآله إلى أخس مآل وأقبحه -والعياذ بالله- حيث قال: {فَانسَلَخَ مِنْهَا}.
وقال بعض العلماء: هذه الآية نزلت في أميّة بن أبي الصلت الثَّقَفِي، وكان يقرأ الكتاب الأوّل، ويتعلم من الكتب الأولى، وكان يعلم عن الله بعض كتبه، وكان يعلم بأن جزيرة العرب سيُبعث فيها نبيّ، وكان يرجو أن يكون هو ذلك النبي، فلما بَعَثَ اللهُ نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم حسده وكفر. وقصة استنشاد النبيّ أخته الفارعة لشعره مشهورة في