بعض كتب الله التي أنزلها. وهذا معنى {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} سواء قلنا: إن الله علّمه بعض الكتب المنزلة، أو أنه علّمه الاسم الأعظم.
{فَانسَلَخَ مِنْهَا} -والعياذ بالله- انسلخ منها: خرج منها -والعياذ بالله- ولم يعلق به شيء منها.
والمفسرون يقولون: إنه بلعام بن باعوراء، وأنه أغراه الكنعانيون الجبارون بالمال فقالوا له: ادع على نبيّ الله موسى وقومه -مع أنّ نبيّ الله موسى الذي يذكر المفسرون أنه مات في التيه، وأنّ الذي دَخَلَ القرية وفتح الله على يَدَيْهِ يوشع بن نون وهم يزعمون في قصته أنهم أمروه أنْ يدعو على موسى- فقال: كيف أدعو على مَنْ مَعَهُ الملائكة؟ ولم يزالوا به يغرونه بالمال حتى دعا على موسى.
وبعض العلماء يقول: إنه دعا على موسى كان ذلك سبب التيه، وهذا بعيد جدًّا.
فعلى كل حال يقولون: إنه دعا على نبيّ الله موسى، فلما أراد أنْ يدعو عليه حوّل الله دُعَاءَهُ على القوم الذين يريدونه أنْ يدعو على موسى، فقالوا: دَعَوْتَ عَلَيْنَا. فقال: ما أقدر على غير هذا.
وقال بعض العلماء: إنه كان له ثلاث دعوات مُجَابَة أعطاه الله إياها، وأنه كان يعلم الاسم الأعظم فأعطاه الله ثلاث دعوات -وكل هذه إسرائيليات- يزعمون أن هذه الدعوات الثلاث المجابة أنه ضيّعها في امرأته كانت من أقبح نساء بني إسرائيل فلم تزل به حتى دعا الله أنْ يجعلها أجمل امرأة، فدعا الله فصارت أجمل امرأة، فلما بلغت هذا الجمال تكبَّرَتْ عنه وطلبت غيره، فدعا الله عليها فصارت كلبة نبّاحة، فآذى ذلك أولادها، ولم يزالوا به حتى دعا الله عليها أنْ