أما (الغَنى) بفتحٍ وقصرٍ فهو محلُّ الشاهدِ هنا، وهو مصدرُ غَنِيَ بالمكانِ يغنَى به غَنَاءً إذا أقام به على الدوامِ.
أما (الغَنَاءُ) بفتحِ الغينِ مع المدِّ إلى الهمزةِ فهو المَلاَءُ. تقولُ العربُ: «ماله غَنَاء» أي: ماله مَلاَء. ومنه قولُ الشاعرِ (?):
قَلَّ الْغَنَاءُ إِذَا لاَقَى الْفَتَى تَلَفًا ... قَوْلُ الأَحِبَّةِ: لاَ تَبْعُدْ وَقَدْ بَعُدَا
و (الغِنَى) بكسرٍ فقصرٍ هو ضِدُّ الفقرِ، وهو أن يكونَ الإنسانُ غَنِيًّا مُوسِرًا.
وأما المطربُ الخسيسُ الخبيثُ - الأصواتُ المطربةُ - فهو (الغِنَاء) بكسرِ الغينِ ومدِّها إلى الهمزةِ.
فالغِنَاءُ بالكسرِ والمدِّ هو المطربُ، والغِنَى بالكسرِ والقصرِ ضِدُّ الفقرِ، والغَنَى بالفتحِ والقصرِ هو الإقامةُ، والغَنَاءُ بالفتحِ والمدِّ هو المَلاَءُ، ومنه قولُ الشاعرِ:
قَلَّ الْغَنَاءُ إِذَا لاَقَى الْفَتَى تَلَفًا ... قَوْلُ الأَحِبَّةِ: لاَ تَبْعُدْ وَقَدْ بَعُدَا
ومنه قولُ هبيرةَ بنِ أبي وَهْبٍ المخزوميِّ - على إحدى الروايتين في بيتِه - يخاطبُ زوجَه أُمَّ هانئٍ بنتَ أبي طالبٍ لَمَّا هَرَبَ يومَ الفتحِ إلى نجرانَ ومات بها كافرًا، أَرْسَلَ لها يُخَاطِبُهَا (?):
لَعَمْرِيَ مَا وَلَّيْتُ ظَهْرِي مُحَمَّدًا ... أَصْحَابَهُ جُبْنًا وَلاَ خِيفَةَ الْقَتْلِ
وَلَكِنَّنِي قَلَّبْتُ أَمْرِي فَلَمْ أَجِدْ ... لِسَيْفِي غَنَاءً إِنْ ضَرَبْتُ وَلاَ نَبْلِي
يعني: غناء أي: نَفْعًا.