تاء من غير إدغام. وهذا موجود في كلام العرب نادر، ومنه قوله: {إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: آية 28] لأن (تُقَاة) أصله (وُقَاة) من غير إدغام، ومنه بهذا المعنى قولهم: «تقى الله يَتْقيه» بمعنى: اتقاه يتَّقيه. والأصل: (وقاه يقيه) ولا موجب للإبدال هنا يستوجبه، إلا أنهم راعوا فيه المشدد الذي فيه موجب الإبدال. ومن (تَقَاه يتْقيه) بالتخفيف قول الإمام الشعبي -رحمه الله- الذي قال بعضهم فيه: إنه شاعر العلماء -رحمه الله- مع علمه وجلالة قدره (?):

يقولُ لِيَ المُفْتي وهُنَّ عَشِيَّةً ... بمكةَ يَسْحَبْنَ المُهَذَّبَة السُّحْلا

تَقِِ اللهَ لا تَنْظُرْ إِلَيْهِنَّ يَا فَتًى ... وما خِلْتني في الحج مُلْتَمِساً وصلا

ووالله لا أنْسَى وَإنْ شطَّتِ النَّوى ... عَرَانِينَهُنّ الشُّمَّ والأعْيُنَ النُّجْلا

وَلا المِسْكَ مِنْ أَعْرَافِهِنَّ وَلا البُرَا ... جَوَاعِل في أوْسَاطِهَا قَصَباً خَذْلا

وَوَالله لَوْلا اللهُ مَا قُلْتُ مَرْحَباً ... لأَوَّلِ شَيْبَاتٍ طَلَعْنَ وَلا أهْلا

والشاهد في قوله:

تق الله لا تنظر إليهن يا فتى ... . . . . . . . . . . . . . . .

لأن أصله: «اتق الله» إلا أنه خُفِّف، وأُبدلت التاء من الواو مع التحقيق، وهي لغة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015