الأكدار والبلايا. {إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ} (إنْ) هنا هي (إنْ) الشرطية التي زيدت بعدها (ما) لتوكيد الشرط.

فقوله {إمَّا} [الأعراف: آية 35] أصله: إن يأتكم رسل منكم (?). فزيدت (ما) لتوكيد الشرط، وزيادة (ما) بعد (إن) الشرطية لتوكيد الشرط أسلوبٌ عربي معروف. وإن زيدت (ما) [بعد] (?) (إن) الشرطية في الفعل المضارع، قال بعض علماء العربية: يجب حينئذٍ توكيده بنون التوكيد، وهو لغة القرآن، فما جاء في القرآن (إمّا) قبل فعل مضارع إلاَّ وأُكِّد ذلك المضارع بنون التوكيد في جميع القرآن من غير استثناء حرف واحد، كقوله: {وَإمَّا يَنزَغَنَّكَ} [فصلت: آية 36] {فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ} [الزخرف: آية 41] {فإمَّا تثْقَفَنَّهُمْ فِى الحَرب} [الأنفال: آية 57] {وإمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} [الرعد: آية 40] وهكذا. ومن هنا زعمت جماعة من علماء العربية أن توكيد المضارع بنون التوكيد بعد (إما) أنه لازم؛ لأنه جاء به القرآن في جميع الحروف القرآنية التي فيها (إما) قبل المضارع وممن قال بلزوم النون: الزجّاج (?) والمبرّد (?).

وخالف جماعة آخرون فقالوا: توكيده بالنون بعد (إمّا) حسنٌ طيبٌ، إلا أنه ليس بواجب ولا بلازم، وممن قال بأنه غير لازم: سيبويه (?) والفارسي. واستدلّوا على عدم لزومه بكثرة سقوط النون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015